أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

سجن الحياة 

سجن الحياة 

بقلم /صفاء صلاح عبدالنبي

 

جميعنا في الحياة سجناء، فمن منا ليس بالسجين؛ فمنا من سجنته فكرة، ومنا من سجنه موقف. منا من سجنته كلمه ومنا من كان سجنه عادة.

فالسجن هنا ليس مجرد الحبس بين أربع جدران بل يتعداه إلى سجن الذات في إطار معين لا يسمح بالتنفس خارجه فتنوع أشكاله وتعددت مفاهيمه …

 

🔸️سجن الأفكار :

قد تسجنك فكرة الموت، الحب، المال، الجمال. إلخ؛

فمنا من بات ساعات وأيام وليال بل بات بالسنين داخل فكرة نالت كل طاقته واستحوذت على كل قواه وقيدت مداركه عن سواها وحبسته أن ينعم بالحياة كماهي حوله وكادت أن تهوى به.

 

🔸️سجن الخوف :

خوف من الماضي والحاضر وإشفاقٍ على المستقبل ومنا من مضي حياته خائفًا يترقب مرور الأحداث بعيداً عنه.

 

🔸️سجن التعود :

منا من حبسته عاداته وتقاليده الشخصية والمجتمعية عن الخروج منها.

 

🔸️سجن الحزن :

سواء كان حزناً على ألم عابر أو موقفٍ دائم؛ أن يُخِّيمَ الحزن على قلبك ويستهلك حتى الفناء.

 

🔸️سجن العائلة :

فمنا من قيدته أسوار العائلة بعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها عن الحياة وظل مقيداً حتى الموت.

 

🔸️سجن الأصدقاء :

منا من قيدته تلك الصحبة بفكرهم مرة، وأخرى بفلسفة زعموا أنها الحياة والعيش دونها جحيم.

 

🔸️سجن المال :

منا من راهن كل نجاحاته على وجود المال،

ومنا من رهن الحياة داخل تلك الجعبة المملوئة بالمال وأصبح يصارع يميناً ويساراً على أن لا تَفرُغْ وأمضى العمر حبيس جمع المال.

 

وفي النهاية رحلتنا في الدنيا قصيرة وقد خلقنا الله أحراراً وسواءً فرضنا السجن على أنفسنا أو فرضت الحياة علينا سجنها الخاص، علينا بسرعة التحرر

والخروج من ظلمة السجن وشقاؤه إلى سعة الحياة ونورها.

سجن الحياة