أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

ركام الأنسانية

ركام الأنسانية

بقلم / أحمد حسن

 

تزايدت سرعات مرور الأيام وتواترت حدة الصراعات المادية البعيدة كل البعد عن سمات الانسانية ومعدل الإحساس والشعور بالأخر حتى من المقربين، فقد نجلس في اجتماعات أسرية و في اضيق نطاق وقد لايشعر الحاضرين ببعضهم وما تتحدث به أعينهم بلغة كان يجيدها الآباء والأجداد من الوهلة الأولى…

 

أصبحت الأحاديث مجردة من الكلمات النابعة من القلب أصبحت العشرة مجرد أرقام تدل على أيام لا تعني سوى الرتابة والروتين حتى العيش والملح لايعني سوى وجبة لسد شهوة الجوع ولا تعني الرباط والعهد العربي الأصيل الذي عقده الأجداد على أنفسهم بمجرد قبول الطعام من أحد فكانت النفوس عزيزة والرجال تزن بالذهب برغم قسوة الحياة آن ذاك ولا أحمل الظروف الاقتصادية كل تلك العادات والتقاليد التي افتقدناها.

 

فقدان الرغبة في تقديم الدعم للأصدقاء وسماعهم لمجرد المواساة والنصيحة لا يتطلع لها الان سوى فضولي من الدرجة الأولى فهو يحب جمع الأخبار ووضعها برفوف تشبه تلك الأدراج التي كنا نحفظ بها الصحف بعد قرأتها لوضعها على طاولة الطعام اَو أغراض منزلية لا تمت للكم المعلوماتي بها بصلة ولا تقدر تعب كاتب انغمس في دهاليز منزله ليخرج مقال نهايته على طاولة الطعام ثم…..

 

أجد ظاهرة غريبة من نوعها في بعض المناسبات مثل المآتم الكبيرة التي تشبه مسرح لرواد النفاق والافاقين بداية من مقدم الحفل أقصد العزاء والمقدمين للواجب فمنهم من أتى ليلتقط صورة أو أن تلحق به كاميرات التصوير التي توثق الأحزان و انا أكاد أجزم أن أصحاب مثل هذه الفعاليات لا يدخل في قلبهم ذرات من حزن وهنا حديث عن المعازيم واقصد بهم أصحاب الواجب من المعزيين الذين نجدهم بكل سرادق فأصبحت هواية الظهور أمام الكاميرات تغلب على مشاعر المواساة زمن غريب…..

 

صفحات التواصل ولعنة السوشيال ميديا التي أصبحت عدو قوي غاشم سحق بكل المعاني الدافئة التي كانت أشبه بمدفئة الشتاء الانجليزية في كل البيوت الأصيلة فصنعت السدود والحواجز ما بيننا بل تطورت الأمور حتى خلقت بعض العداوات بواسطة مؤشرات الاعجاب والتعليق والحظر.

 

بعد هذا السرد البسيط لبعض الظواهر التي اجتاحت مجتمعاتنا ولم اذكر منها سوي القليل أحدثك الآن ونفسي عن البحث في ركام أصولنا العريقة وتراث كاد أن يمحي بأن تبحث معي دائماً عن معاني الإنسانية والفطرة دون الدخول في أسباب نسيانها أي كانت، فالرجوع دائماً خطوات للوراء لا يعني أن تتنازل عن طموحاتك وأحلامك التي كادت ان تحولك إلى آله تبحث عن الإنتاج فهي صنعت لغرض بينما أنت خلقت للتعمير ونشر الرسالات التي تحملها لغيرك لتستمر الحياة على فطرتها ولكن غلبت الأهواء والانا فتغيرت أيضاً فطرة الحياة من ظهور الاوبئة والكوارث التي لم يشهدها الكوكب من قبل.ركام الأنسانية