أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

تجنب لحظات الغباء المؤقت

تجنب لحظات الغباء المؤقت

بقلم/أحمد حسن 

 

هل سمعت عن قصة الدبة التي قتلت صاحبها؟

بإختصار كان رجل يسير في الغابة حتى وجد دبة صغيرة فرعاها حتى كبرت وذات يوم نام الرجل واستقرت ذبابة على رأسة والدبة تراقبه فانتابها الخوف على الرجل من أن تأذيه الذبابة فأحضرت حجر كبير والقته على الذبابة فهشمت رأس الرجل ومات.

 

عند تحليل ما بدر من الدبة التي قتلت صاحبها تجده عاطفياً من الدرجة الأولى رغم قسوة الفعل ونتائجه هكذا عندما نصاب بالغباء المؤقت الذي ينتج عن خلل فى إفراز هرمونات معينة كافراز هرمون الخوف مثلاً عند الفرح يأتي رد الفعل بطرق قد تؤدي إلى الخسائر الفادحة في اتخاذ القرارات أو التصرف بمشكلة معينة بأسلوب خاطىء.

 

الغباء المؤقت أعتبره مرض لحظي شكلته بعض المواقف أو الصدمات التي يتعرض لها الفرد وليس من المفترض أن تكون تلك المواقف سلبية فالنجاح والشعور المثالي بالايجابية قد تؤدي أيضاً نفس النتائج كاتخاذ قرار بالتعبير عن المشاعر على سبيل المثال في وقت متأخر من الليل فأغلب تلك القرارت الليلية لا تكن نابعة من العقل في الغالب لأنه قد أعطى النوبتجية ( الشفت) للقلب وعند الصباح قد تجد أنك قد أفرطت في التعبير عن تلك المشاعر ولو أنك انتظرت للصباح ما كان ذلك ان يحدث بتلك الطريقة المبالغ فيها كذالك إعطاء العهود عند لحظات الفرح والنجاح لا ينفذ نصفها بعد المرور بذلك الشعور .

 

هكذا عند الغضب فكم من قرارات بنيت على الحب والكره وكم من لحظة غضب دمرت أسر بل وشعوب فالغضب من أهم أسباب الغباء المؤقت لأنه يسحب صاحبه نحو المنطقة العمياء التى لا يرى صاحبها سوى صور الانتقام والفتك بما هو أمام رغباته الجامحة لذا حذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحديث هو الأصغر ولكنه توجيه يحمل الكثير من المعاني ( لا تغضب).

 

التعالي والكبر…. يقود الكبر أيضاً صاحبه نحو منطقة عمياء لا يرى فيها سوى رأيه الأوحد فالمتكبر أو النرجسي لا يمتلك جرأة الرجوع في القرار والاعتدال نحو الملائم بل رسم طريق بلا عودة فلابد وان يكمله حتى ولو على حساب أعز ما لديه و الا وجد نفسه سقط من أعلى قمة برجه الوهمي الذي ينظر للناس منه ويلقي بكلماته الرنانة من منبره ولكنه لايدري بأنه قد أصيب بالغباء المؤقت الذي سوف يرمي به من أعلى قمة برجه الوهمي ساقطاً والجميع يصفق له ويرى أيضاً ان هذا التصفيق نتيجة السقوط الرائع …. .

 

لعبة الشطرنج لعبة تعتمد على التركيز والذكاء فكونك أحد أطراف اللعبة تفرق كثيراً عن المشاهدة فعند اللعب قد تقع في دائرة الغباء المؤقت أيضاً من فرط التركيز والرغبة بالفوز ولكن عند جلوسك بمقعد المشاهدة تجد الأفكار تتساقط عليك دون انقطاع وقد تجلس محللاً لكل لعبة بل تعرف من يستطيع الفوز بمجرد بعض الحركات البسيطة مند بداية اللعب.

 

وهناك صورة ودرس للهروب من تلك اللحظات استحضرها بذكريات نصر أكتوبر المجيد والضغط الشعبي الكبير الذي واجهه الرئيس الراحل أنور السادات فهناك من القرارات التي قد تتعلق بمصير الشعوب واخذ قرار الحرب حتى ولو كانت مطلب شعبي فقد تمهل القائد العظيم أنور السادات وتفادى الوقوع في أخذ ذلك القرار العاطفي باتخاذ القرار الصعب حتى هاجمه الجميع ولم يلتفت لتلك الضغوطات بدهاء الكبار مع أنه ان وافق الحراك الشعبي آن ذاك فقد يحصل على المزيد من الرضا الشعبي ولكنه تغلب على عاطفته في أتخاذ القرار حتى جاء هذا النصر العظيم بتلك الصورة الخالدة ، بخلاف ما يتخذه بعض رؤساء العالم الأول من قرارات للحروب حتى وإن خلفت الكثير من الخسائر التي قد تغير خارطة العالم وتدمر هوية الدول بالوقوع في تلك الهاوية المبنية على رؤية غير مدروسة وقرارات نابعة من دائرة الغباء المؤقت .

 

فكن حريص كل الحرص على عدم الوقوع قدر المستطاع في تلك الدائرة التي سوف تحصد منها الخسائر واحجز لنفسك مقعد المشاهد ولا تتعجل دورك فالمشاهدة احيانا تقيك من الإصابة بالغباء المؤقت.

الغباء المؤقت