أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

عندما يصفق إبليس

عندما يصفق إبليس

بقلم/أحمد حسن 

 

خلق إبليس من نار وكان من قبيلة الملائكة ويتبع طائفة الجن وجعل الله له رتبة الملائكة في بداية خلقه ولكنه خرج من رحمة ربه بعصيانه وفسوقه لأوامر الخالق فسلك طريقاً مخالف من تلك اللحظة التي قرر أن يأخد عهد وقرار بأن يغوي بنوا آدم فكان الغيرة والحقد عنوان لذلك الخروج المهين واعطاه الله عهداً بالخلود الى قيام الساعة يمارس فيه وذريته طرق إغواء البشر نحو الشر حتى يقعوا أيضاُ في تلك الهاوية التي سقط فيها وهي عصيان الخالق ومخالفة اوامره تعالى .

 

نحن البشر خُلقنا للعبادة والتعمير في الأرض ونشر الرسالات السامية التي تعبر عن الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها ويجد البشر تحديات في القيام بتنفيذ عقائدهم يقف على قمتها إبليس بمعاونة النفوس الضعيفة فيمتلك إبليس ملكات الإغواء وتيسير طرق المحرمات بل وتجملها ووضع المبررات المقنعة للنفوس الضعيفة حتى تقع فيها هنا يبدأ تجنيده للبشر

 

ويصفق صقفته الأولى بتجاوز أول مرحلة من مراحل التجنيد كتدريب على تجاوز الحواجز فتكسر فطرتك بالخطايا ويضع في القلب بصمته السوداء الأولى، هنا مفترق طرق مابين الإستمرار في تجاوز الحواجز أو الوقوف والرجوع نحو توبة وندم، ومابين تذوق المزيد من الوقوع في المحرمات.

 

حديثنا اليوم عن هؤلاء من تجاوزوا العديد من الحواجز المحرمة واحترفوا تلك القفزات التي تشبه الخيول المحترفة التي لا تخسر رهان بإحتراف وتدريب شيطاني بمراحله التعليمية المختلفة فقد كتبت لهم شهادات تشبه تلك الدرسات العليا (المشيطنة) ولكنها في الأعمال الاجرامية التي تنفرها الفطرة السوية.

 

“فرق تسد” من أهم الأساليب التي إن نفذها بنوا البشر يستريح إبليس هنا ويعطي التحية لأصحابها فنجدهم بكافة مستويات العلاقات الإجتماعية بداية من الأسرة الواحدة والعائلة، وفرق العمل وحتي علاقات الجيران ببعضهم تجد من أسباب تلك الفرقة متخصصين في نزع فتيل الأزمات والفتن فقد أعطاهم إبليس كورس مكثف وجرعات كافية تمكنهم من تلك العملية بكل سهولة ويسر ألسنتهم تشبه يد جراح ماهر لاتشعر بهم ولكنهم أصحاب تأثير قوي على تلك الأذن الصاغية لهم.

 

تلميذ إبليس الواعد ذلك الذي أخذ قرار وسلك مسلك معلمه أن يغوي ويزرع الفتن فيصبح أقوى من إبليس ذاته كإنسان متحول بأفلام المستذئبين ومصاصي الدماء ولكنه هنا إنسان مشيطن فذكر الله سبحانه إبليس بالضعف وكيده بالوهن ولكنه ذكر سبحانه كيد النساء بالعظيم لا أقصد هنا إهانة النساء ولكن أستشهد بأن كيد البشر أقوى من كيد إبليس ذاته فسهلت له مهمته ووجب عليه إعطاء التحية والتصفيق الحار مرة أخرى لهؤلاء لأنه إستعان بمن هم أقوى لتحقيق واشباع غرائزه وأهدافه ومطامعه من نشر الفساد في الأرض وزرع الفتن بين البشر.

 

لا أملك لك سوى أن القي تلك الكلمات على أعين تبصر وتعي والقي إليك أيضاً مشهد النهاية عندما نقف جميعاً أمام الخالق يوم الحساب هنا يتبرأ ابليس من أعماله وينكر صدقات كانت تجمع بينه و بين بني البشر من تلاميذه الأوفياء ولكنه لم يكن ولن يكن وفياً في جميع الأحوال…

 

أنت تتنفس….. إذن لديك فرصة للرجوع وترك طرق أبناء إبليس التي سوف تأخذك الى الهاوية التي وقع فيها إن رزقك الله بعقل سليم فإستعمله في الخير ونشره بين الناس ولا تلتفت لتلك الوساوس وانزع الحقد والكراهية وان قوبلت بها حتى وان اعترضت طريقك فإستعيذ بالله من تلك الشياطين مستعيناً به في كل الأوقات الصعبة ولا تسلك نفس طرقهم التي قد تخرجهم من رحمات الله ايضا ولا تعطي الفرصة لملعون أن يعطيك التحية أو يصفق لك إعجاباً وتقديراً لما تقوم بما لايستطيع فعله.

عندما يصفق إبليس