أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

إنسانيات

إنسانيات

بقلم/ أحمد حسن

 

كلمة إنسان في العامية تستخدم لوصف بني البشر وذكر في كتاب الله سورة الانسان فهي كلمة في العموم تطلق علي العوام من البشر ولكن الحديث اليوم يأخذنا إلى معنى أعمق ، فكلمة إنسان مشتقه من الونس أو الأونس بمعنى الرفيق الذي تأنس بوجوده و َتألفه فنحن بشر بنو آدم ولكننا لسنا جميعاً يصح يطلق علينا كلمة إنسان

 

ففي دائرة الحياة المزدحمة بالبشر تجد معاني الإنسانية قد تتلاشى وتخترق بعادات وتقاليد مغايرة للفطرة السوية ، أصبح للتطرف وان كان غير أخلاقي قانون يحميه ويحفظ حقوقه وأصبح حال مجتمعنا الشرقي في ظل العولمة ملتحم بثقافات مغايرة لعرفه وعاداته بسبب الإنفتاح التكنولوجي على العالم ، أصبحت التحديات أكبر للحفاظ على الهوية الشرقية التي تستمد جذورها من تراث غزى العالم قديماً من بلاد الأندلس إلى إمبراطورية الصين ، فأصبح اليوم أكثر ضعفاً هشاً يتأثر بتلك الثقافات كجسد ضعفت خلاياه المناعية فأصبح عرضة لكافة الآفات والامراض.

 

حديثنا اليوم عن بعض المشاعر التي نفتقدها في تلك الأيام الصعبة بكل جوانبها فقسوة الحياة ومتطلباتها تقتل بعض المشاعر التي قد تخرجك من دائرة الإنسانية وتحولك إلى آله أو ميكنة متجردة من تلك الإنسانية الراقية فكم من قلب كسر وكم من ضعيف قهر وكم من عزيز ذل في أيامنا ، فإن كنت في مأمن من تلك العثرات فلا تكمل قراءة هذا المقال لأني وجدت أنه من الأهمية بما كان أن أحرك ساكناً في قلوب بها الأمل بأن تعود مرة أخرى كإستخدام أجهزة الإفاقه والانعاش الكهربي لكي يضخ قلبك دماء الإنسانية في عروقك مرة أخرى ..

 

فهيا بنا نتحدث بإنسانية نرجع بها لفطرتنا السوية واصولنا التي نعتز بها دائماً وابداً.

– إنتقي كلماتك فهي مفتاح لأقفال القلوب

– إحترم الخصوصية ودع الفضول وتتبع عورات الآخرين

– هناك فرق ما بين إنسان صريح ومابين غلظة في الحديث والانتقاد القاسي

– لا تلقي بالأحكام بمجرد إحساسك بأنك شخص ذكي وقادر علي ربط الأحداث وتحليل الشخصيات فلكل إنسان كون خاص به ومعادلات لا يستطيع حلها غيره وان كنت كبير الاطباء النفسيين

– تحلي بالصدق ودع النفاق فهنا خيط رفيع مابين الإحترام والنفاق فالإتزان مطلوب

– جَنِب المصالح الشخصية ان كنت في موضع القاضي فالعدل مطلوب وبه تحيا حياة سوية

– إفتخر دائماً بالماضي وارجع إلى أصولك واذكرها ولا تتأثر بوجودك بمجموعات جديدة تفرض عليك ثقافة أو عادات على غير عاداتك وتقاليدك ومبادئك

– إفعل الخير ولا تنتظر المقابل بالمثل فما عند الله باقٍ

– صل أرحامك، واصدقاءك القدامى وان هجروك إرجع لأماكن كنت تزورها قديماُ ولو ليوم واحد

– إمسح على يد والديك وقبلها كثيراً وعَلِم أولادك الحب فهو خير ميراث.

– لا تنظر للمال كونه غاية واعتبره مجرد وسيلة للعيش فالأرزاق مكتوبة

– لا تحقد لا تحسد لا تمكر مرن قلبك على الصفاء

– اعفو عن من ظلمك (عفو الأقوياء)

– إحسن الظن دائماً واطلق عنان النوايا الحسنة وادفع بالتي هي أحسن

– كن رحيم وجابراً للخواطر تجبر وترحم

– الحب في الله باقي أمد الدهر بخلاف علاقات مبنية على المصالح.

واخيرا القي إليك بكلمات للعالم الكبير الدكتور مصطفى محمود عندما فسر قوله تعالى

{ وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ یَلۡبَثُوۤا۟ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّنَ ٱلنَّهَارِ یَتَعَارَفُونَ بَیۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِلِقَاۤءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُوا۟ مُهۡتَدِینَ }

[Surah Yûnus: 45]

 

فالحياة مجرد ساعة وان طالت فلا وقت للكراهية والحقد والمكر والضغائن فصبر فما هي إلا ساعة تعيشها إنسان او……..

إنسانيات