أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

العائلة والرفق

العائلة والرفق

بقلم/وسام محمود سالم

 

كل شخص خُلق لهدف ورسالة معينة يؤديها، وهو عمارة الأرض. ومن صور عمارة الأرض هو الرفق واللين، فقد أخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ أن الرفق والرحمة من أسباب دخول الجنة..

ولكن في الفترة الأخيرة يتعرض معظم الشباب إلى العنف الأسري، سواء من قِبَل الوالدين أو الوالد فقط.

ينتج عن ذلك ثلاث أنواع من الأبناء.

النوع الأول :

قاسٍ قلبه حجر، لِما تعرض له من قسوة نفسية وجسدية أحياناً، لا يفكر بعقلانية وبحكمة، بل كل ما يفكر به هو الإنتقام وفرض السيطرة وان تعلو كلمة الأنا في كل مجلس..!

 

النوع الثاني :

به هشاشة نفسية كبيرة جداً، ضعيف الشخصية، دائماً يبحث عن الأمان والسكينة في طيات الزمن، يبحث عن الحنان في عيون المارة مهما كان الشخص أمامه، وفي الغالب لا يستطيع إتخاذ قرار بمفرده ودائما متردد وحياته شبه محطمة..!

 

النوع الثالث:

وهو نادر بعض الشيء، شخص حكيم عَرِف حجم المشكلة التي هو فيها، و أدرك خطأ البيئة التي أنشئ فيها وقرر إصلاح نفسه بنفسه، لن يصل إلى مرحلة جيدة في يوم وليلة ولكنه يحارب الزمن وما حوله حتى يصل لشخصية سوية نفسيًا بعض الشيء ولا يفكر سوى بما يرضي رب العباد.

ورغم ان عقوق الوالدين إثم كبير وعظيم، إلا أن عقوق الأبناء صعب للغاية، كثير من الآباء يعتقدون أن لهم الحق في تحطيم أبنائهم ومعاملتهم بما لا يرضي الله طالما ينفق عليهم ولكن ليس النفقة هي التربية السوية فحسب!

الرفق واللين وتحمل المسئولية والنضج والمروءة وكثير من القيم التي اندثرت تقريبا في ذلك الزمن، يجب أن تظهر ونربي ابنائنا عليها، حتى نحقق الغاية الأسمى و الأعظم التي خلقنا الله عز وجل لها

نصيحة لكل أب/ أم: كن حصنًا منيعًا لأبنائك، ليس كل ما تربينا عليه كان صحيحًا، إختر ما يتناسب مع ديننا ونفسية أبنائك، حاوطهم بسور الأخلاق و المحبة و الاحتواء، عبِّر عن حبك لهم بطريقة واضحة وصريحة، اخبرهم حتى وإن كنت حازم معهم يوما فهذا لمصلحتهم، استثمر كل وقتك فيهم حتى لا تندم يوما ما

أما عن الشباب: كونوا بارين بوالديكم، كل شخص وله طريقة خاصة بالتعبير عن حبه -رغم أن طريقة بعضهم تكاد تكون قاتلة ولكنهم يحبونكم-

كونوا مسئولين عن أنفسكم، شاركوهم خططكم المستقبلية، عبِّروا عن حبكم لهم، حتى وإن اختلفت وجهات النظر لابد من الرفق والاحتواء بين الطرفين

ونسأل الله الصلاح والرفق لكل بيوتنا .