أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

احتجاجات في كازاخستان.. والرئيس يطلب مساعدة روسيا

احتجاجات في كازاخستان.. والرئيس يطلب مساعدة روسيا

كتبت صفاء الليثي

احتجاجات في كازاخستان.. والرئيس يطلب مساعدة روسيا

اندلعت احتجاجات عنيفة في كازاخستان، الأربعاء، إثر ارتفاع أسعار المحروقات، تطورت إلى اضطرابات سقط خلالها عدد من قوات الأمن والحرس الوطني، فيما طالب رئيس البلاد دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي والتي من بينها روسيا، بالتدخل للتغلب على ما وصفه بـ”التهديد الإرهابي”.

وقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف، إن “عصابات إرهابية” تسيطر على مرافق للبنية التحتية، واستولوا على مطار ألما تي الدولي و5 طائرات، بينها طائرات أجنبية، وذلك بعد ساعات من اقتحام الآلاف من المحتجين مبنى إدارة المدينة، رغم إطلاق الشرطة قنابل صوتية وغازاً مسيلاً للدموع.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، عن وزارة الداخلية في كازاخستان، أن 8 ضحايا سقطوا من الشرطة والحرس الوطني، وأصيب 317 خلال الاضطرابات في مناطق عدة داخل البلاد.

قوات حفظ سلام

وأعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الأربعاء، أنها سترسل بقيادة موسكو “قوات حفظ سلام” إلى كازاخستان، تلبية لطلب توكاييف.

وقال رئيس المنظمة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، عبر فيسبوك، إن المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة “قوات حفظ سلام جماعية لفترة محدودة من أجل استقرار وتطبيع الوضع”، وأرجع الوضع الحالي في كازاخستان إلى “تدخّل خارجي”.

إعلان الطوارئ

وأوردت “سبوتنيك” أن رئيس كازاخستان أعلن حالة الطوارئ في عموم البلاد، بعدما أعلن في وقت سابق أنها من 5 إلى 19 يناير الجاري، متعهداً بـ “التصرف بأقصى درجات الحزم”.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن جومارت في خطاب على التلفزيون الرسمي، حالة طوارئ محلية في المناطق التي شهدت تظاهرات، ألما تي العاصمة الاقتصادية، مانجيستاو والعاصمة نور سلطان، وأشار إلى أنه تولى رئاسة مجلس الأمن ووعد بالعمل “بأقصى درجات الصرامة”.

جومارت يطلب الدعم

وتزامناً مع تدهور الأوضاع وسقوط ضحايا، دعا رئيس كازاخستان رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة بلاده في التغلب على ما وصفه بـ”التهديد الإرهابي”.

وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي كلاً من: روسيا، كازاخستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا.

وجاءت هذه الدعوة بعد ساعات من محادثات منفصلة أجراها في وقت سابق الأربعاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بشأن الوضع في البلاد.

وتفصل بين حدود كازاخستان وبيلاروسيا أراض روسية تصل مساحتها لـ100 كيلومتر.

وفي المقابل، دعت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، الأربعاء، إلى الحوار وليس إلى “الشغب” وانتهاك القوانين، لتسوية الوضع، مشيرة إلى أنها تراقب عن كثب وباهتمام تطورات الوضع في كازاخستان المجاورة.

رد أميركي

وبالتزامن مع التظاهرات، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في كازاخستان وتدعو السلطات إلى ضبط النفس، فيما شددت على أن ادعاءات روسيا بوقوف أميركا وراء الاضطرابات في البلاد “خاطئة”.

وأوضحت ساكي: “نرصد تقارير الاحتجاجات في كازاخستان، ونؤيد الدعوات إلى الهدوء، وندعو المتظاهرين للتعبير عن أنفسهم سلمياً، والسلطات لممارسة ضبط النفس”.

وأضافت المتحدثة أن “هناك بعض الادعاءات المجنونة من قبل روسيا حول وقوف أميركا وراء ذلك”، مشددة على أن “هذا غير صحيح إطلاقاً، ومن الواضح أنه جزء من استراتيجية التضليل الروسية”.

اقتحام المقر الرئاسي

ووفقاً لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن كل الرحلات الجوية من وإلى ألما تي قد ألغيت مؤقتاً، بعدما سيطر المتظاهرون على المطار.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، بأن المتظاهرين اقتحموا الإقامة الرئاسية وأضرموا النار فيها، مشيرةً إلى تقارير عن اقتحام مبانٍ حكومية أخرى.

وكشفت الشرطة في وقت سابق الأربعاء، عن اعتقال أكثر من 200 شخص وإصابة عشرات من أفرادها بجروح خلال احتجاجات، فيما ذكرت وكالة “تاس” الروسية أنه تم اقتحام مبنى إدارة مدينة ألما تي.

الحكومة تستقيل

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن رئيس كازاخستان أنه قبِل استقالة الحكومة، وعيّن علي خان إسماعيلوف الذي كان النائب الأول لرئيس الوزراء، قائماً بأعمال رئيس الحكومة.

وقال الرئيس في خطاب تلفزيوني: “كرئيس، من واجبي حماية أمن مواطنينا وسلامتهم، وأن أقلق على سلامة أراضي كازاخستان”، مضيفاً أن لديه نيّة “التصرف بحزم قدر الإمكان”.

وصرّح بأن هذه الاضطرابات أدّت إلى “هجمات ضخمة على قوات الأمن” التي سقط في صفوفها قتلى وجرحى، مضيفاً أن “مجموعات من عناصر إجرامية تضرب جنودنا وتهينهم، وتسحلهم عراةً في الشوارع وتعتدي على النساء وتنهب المتاجر”.

وبدأت حركة الاحتجاج، الأحد، بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن غربي البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة على شواطئ بحر قزوين، ثم إلى ألما تي.

وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين، لكن دون جدوى، عبر الموافقة على خفض سعر الغاز الطبيعي المسال وتثبيته عند 50 تنج (0.1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 تنغ في بداية العام.

وقال التلفزيون الرسمي في كازاخستان، الأربعاء، إن مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤولاً آخر اعتقلا في منطقة مانجيستاو، حيث تقع جاناوزن.

وأضاف أنهما متهمان بـ”زيادة سعر الغاز دون سبب”، ما “أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد”.