أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

المرأة حضور فاعل ودور كبير

المرأة حضور فاعل ودور كبير

كتب/محمد الكعبي

 

استحضار الشخصية النسائية ودورها في مضامين القصص القرآنية يكشف عن قيمتها العالية ويسقط الخرافات التي يتحجج بها البعض ممن لا يعي الخطاب القرآني متمسكين ببعض اقاويل وروايات التي لا تصمد امام النقد والتحليل .

إن للمرأة حضورا ملفتا ودورا إيجابيا كبيرا في القرآن الكريم، فما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام، ما يفصح عن منزلة المرأة عند الله، فهذه أمه المؤمنة المصدقة بوعد الله المتوكلة عليه الواثقة به، حيث ألقت وليدها موسى (ع) في البحر بكل إيمان وتسليم، وتضعه في تابوت يأخذه الموج ظاهرا إلى المجهول، لكنها كانت واثقة من ان يد القدر كانت تحيطه بالعناية، ثم تعال إلى أخته اللبيبة الذكية التي تتبعت أثره، وبعد العناء، عثرت عليه وأعادته إلى أمه، ثم زوجة فرعون التي احتضنته وأنجته من القتل وربته في بيتها وأحسنت إليه، وإلى بنت النبي شعيب عليه السلام، العفيفة، التي جاءته تمشي على استحياء، وابلغته دعوة ابيها، ثم طلبها من أبيها أن يستأجره، لكونه قوياً أميناً، لتكون زوجته بعد ذلك.

وهكذا عندما نتابع سياق الآيات في سورة القصص، وغيرها، نرى العنصر النسوي يشكل حضوراً فاعلاً وملفتاً فيها، فضلا عن الدروس والعبر والدلالات التي ذكرها القرآن وإبرازها والتي تحتاج منا إلى وقفات في محطاتها لنتزود بالمعاني السامية والمواقف الرسالية العظيمة التي تجسد حقيقة العطاء والفناء في ساحة القدس الإلهي فيما يتعلق بدور المرأة الصالحة في الرسالات، والتي اثرت المجتمع بالقيم والمواقف المبهرة وكانت لها بصمات واضحة في مسار الأحداث، فهذه الثرية خديجة الكبرى عليها السلام التي بذلت كل ماتملك من اجل نصرة الاسلام، حتى وصلت إلى ان تنام على الأرض وتجوع حتى ذهبت الى ربها راضية مرضية.

فحري بالمرأة المسلمة، بل غير المسلمة، ان تكون صلبة واثقة الخطى وتفتخر بدورها الرباني، لانها شريكة الرجل في استخلاف الأرض واعمارها، وانها الوجود المنبعث من رحمة الله تعالى، وانها مع الرجل صانعة الحياة والامل والبناء، وانها مربية الاجيال، عليها ان تتحدى كل الأزمات وتتجاوز المحن بصلابة وايمان بالله والثقة بالنفس وكفاها فضلا وشرفا ان تكون الزهراء فاطمة والعذراء مريم والسيدة خديجة واسيا عليهن السلام جميعا قدوة واقتداء وفخرا لها.

المرأة حضور فاعل ودور كبير