أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الإستثمار الآمن

الإستثمار الآمن

بقلم/أيمن بكري

تعددت أوجه الإنفاق بأشكال متعددة و إتخذت الحياة منعطفاً مادياً لا يليق بصفات البشر

 

فكل فرد من أفراد المجتمع يأمل أن يحالفه بعض الحظ من الدنيا ليمتلك قسطاً لا بأس به من الحياة مغلفاً بالمال ليجعله يشعر بالأمان المعيشي فيعصم نفسه به من غدر الزمن

 

ذلك الغدر الذي أصبح مبرراً أن يجعل أفراد المجتمع يتعاملوا مع الحياة بطريقة مادية لا شك أنها ليست الأفضل على الإطلاق

 

ولأن مصادر الإنفاق لا نهاية لها ، أصبح كثير من الناس يعملون على قدم و ساق للبحث عن الإستثمار الدنيوي ، بشرط أن يكون ذلك الإستثمار آمناً ، فلا يوجد شخص يريد أن يستثمر طاقته في شئ محدود النتائج ، ولا يوجد شخص يريد أن يخاطر ليحصد نتائج عديمة الأهمية

 

و لانه يوجد تباين كبير بين صفات البشر وطبيعة أساليبهم في التصرف تجاه الحياة تسّطر الواقع الدنيوي وتغلف بالمادية ، ذلك المفتاح الذهبي للتعامل الدنيوي الذي إنعكس أهميته على كل مناحي الحياة .

 

تلك الحياة التي جعلت من الناس مسخاً يعلوا و يدنوا من قيمتهم حسب نسبة مادياتهم الحياتية التي يظهرونها فيما بينهم بشكل دوري

 

ولذلك تشّكلت الأهمية التعاملية من عدمها وصيغت سلوك البشر الذي إنعكس في ردود أفعالهم تجاه بعضهم البعض الذي شّكَل سلوكاً إستثمارياً واضحاً للعامة قبل الخاصة

 

ذلك السلوك الذي تسبب في إنشطار الأمم إلى عدة أجزاء يعمل فيها كل فرد بمفرده قاصداً مصلحته المادية ولا شئ غير ذلك ، ففاز البعض واستكملوا طريقهم قاصدين إستثماراً آمناً ببقية حياتهم ، و خسر الأغلب فتركوا خلفهم عناء الطريق الذي كان سبباً في تدمير بقيتهم

 

نعم بقيتهم التي ستتلاشى شيئاً فشيئاً دون أن يتأثر بهم أحد ، فالمجتمع لا يتأثر إلا بالفائز الذي طالما يكون عنصر جذبِ لرغد الحياة و نعيمها .

 

إن الإستثمار الآمن يا سادة لا يُحسِن من سلوك البشر ، و لا يؤصِل جذور سلسالهم و إنما هي حالة من المكسب المادي المنتظر ، أو الخسارة المادية الغير متوقعة

 

فهل نحن أصبحنا مهلهلين نبيع أنفسنا بيعاً بشرياً يليق بعصر التكنولوجيا أم هو عصر إستثمار البشر للبشر؟

الإستثمار الآمن