أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

أبو البشر آدم عليه السلام “جزء 6”

الدكرورى يكتب عن أبو البشر آدم عليه السلام “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

أبو البشر آدم عليه السلام “جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع أبو البشر آدم عليه السلام، وكان أول كسوتهما من شعر الضأن، فقد جزاه ثم غزلاه، فنسج أدم له جبه، ولحواء درعا وخمارا، وقد مكث آدم بالجنة مدة طويلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذا الرسول صلي الله عليه وسلم بيدي فقال ” خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الأثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم العصر من يوم الجمعة في أخر الخلق في أخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ” رواه مسلم، ولقد سمي آدم بآدم لأنه خلق من أديم الأرض وسميت حواء بحواء لأنها خلقت من جسد حي وهو جسد آدم عليه السلام وبكى على الجنة ستين عاما، وعلى خطيئته مثلهم.

وكبر آدم عليه السلام ومرت سنوات وسنوات، وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة، قال فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم ارجعوا فقد قضي أبوكم، فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل، فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم، وكذلك بيان فضل العلم، وأن الملائكة حين علمت فضل آدم بعلمه.

عرفوا كماله وأنه يستحق التوقير والإجلال، وإن العلم من أعظم النعم التي ينعمها الله على العبد، وعلى المسلم أن يعترف بتلك النعمة ويُثني على الله تعالي، ويقوم بتعليم الجاهل، ولكن لا بد من السكوت عن الأمور التي لا يعلم بها والوقوف على ما علمه، وذكر الله عز وجل قصة أبو البشر آدم مع إبليس من باب الاعتبار وأن الكبر والحسد من أشد الأخلاق ضررا على العبد، والمبادرة إلى التوبة والاعتراف بالذنب عند وقوعه، فذكر الله عز وجل توبة آدم وزوجته من باب الاقتداء بهما، للنجاة من الهلاك والفوز بالسعادة، وكذلك إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات العليا والأسماء الحسنى، وهذا ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، وعدم التساهل في معصية الله تعالى، فمعصية واحدة كانت سبب خروج آدم عليه السلام من الجنة.

وإن إسم آدم يعود تاريخ استخدامه العام في اللغات السامية وكان أول استخدام فعلي للاسم معروف من ناحية التوثيق التاريخي هو آدم كما تم تسجيله في قائمة الملوك الأشوريين، وكما يستخدم اسم آدم ككلمة شائعة في اللغة العبرية وتعني إنسان وبإضافة أداة التعريف، تصبح الكلمة الإنسان، في سفر التكوين يمكن أن يُقدم اسم آدم بمعنى البشر بالحس الأكثر عمومية، وهو مشابه لاستخدام الاسم في اللغات الكنعانية، وإن استخدام كلمة البشر في سفر التكوين، تعطي فكرة أن آدم كان سلف كل البشر، وكما تشير الأعمال القبالية أن اسم آدم يأتي أيضا من الكلمة العبرية آدميه، وأما عن تسمية الصابئة فهي كلمة أصلها من الفعل الأرامي المندائي مصبتا، أي صُبغ أو اغتسل، وتعني التطهر والنقاء، وهو اسم ديانة توحيدية يعتقد متبعوها أنها أنزلت على نبي الله آدم.

 

 

 

 

ولهم كتابهم الذي يسمى جنزا ربا أي الكنز العظيم، والذي يعتقد الصابئة المندائيون أنه يجمع صحف النبي آدم أحد أنبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة سبعة أنبياء هم آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، وقيل دنانوخ وهو ادريس وآخرهم نبي الله يحيى بن زكريا عليهم السلام ويمثل آدم في هذه الديانة رأس الذرة الحية وأول الأنبياء والمرسلين من عند الله عز وجل ويعتقدون أن آدم وحواء خلقا من طينة واحدة، ويؤمن المسيحيون أن آدم هو أول مخلوقات الله عز وجل وأنه طرد من الجنة لأنه أكل من الشجرة المنهي عنها وهي شجرة معرفة الخير والشر وكانت هذه الخطيئة الأولى حسب ما ذكر في سفر التكوين، ونتيجة لهذه الخطيئة فقد تجسد الإله في المسيح ليفدي البشرية بصلبه ويكفر عن خطيئة آدم والتي من المفترض أن عقوبتها الموت وفناء الجنس البشري، وهذا هو معتقد مسيحي.