أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الدكرورى يكتب عن رحبعام بن سليمان “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن رحبعام بن سليمان “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع رحبعام بن سليمان، لأن الرب يعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم” وكان عندما أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين “إن أباك قسّى نيرنا وأما أنت فخفف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته، وقد طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، وقد استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة “إن صرت اليوم عبدا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا، يكونون لك عبيدا كل الأيام” ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه.

 

 

 

فأجابوه هكذا تقول لهم إن خنصري وهو الأصبع الأصغر أغلظ من متني أبي وهو حقوي أبي، والآن أبي حملكم نيرا ثقيلا وأنا أزيد على نيركم، وأبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب، وكانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة، والشيوخ ولعلهم عاصروا داود وسليمان عليهما السلام، وقد أدركوا الفرق بين الاثنين، فداود كان خادما للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة، لذا أحبه الشعب والتف حوله، وأما سليمان فقد ملأ بطونهم طعاما، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم، أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات، وقد مال رحبعام لمشورة الأحداث.

وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ، وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات، لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورا خائفا، وانقسمت المملكة، وكان بعد وفاة النبي سليمان، عليه السلام وهو أحد ملوك مملكة إسرائيل الموحدة، وهو أحد الأنبياء الثمانية والأربعين وهو ابن داود وثالث ملوك مملكة إسرائيل الموحدة قبل انقسامها إلى مملكة إسرائيل الشمالية وهي المملكة التي بقي يحكمها قبائل إسرائيل الإثنا عشر ومملكة يهوذا في الجنوب والتي حكمها أبناء قبيلة يهوذا وهي القبيلة الوحيدة الباقية من القبائل الإثنا عشر.

حسب كتابات اليهود، وقد ارتبط اسم سليمان بعدد من القصص المذكورة في العهد القديم مثل لقاءه مع ملكة سبأ التي ذكرت في القرآن كذلك وقصة قضاء سليمان بين المرأتين المتخاصمتين على رضيع، ويعتقد حسب التراث اليهودي أنه أول من بنى الهيكل وقصته مع ملك الجن أشماداي وأما عن ابنه رحبعام فلقد اشتهر رحبعام بن سليمان بأنه الرجل الذي أضاع مملكة بلسانه، وسيقف رحبعام مثلا في كل التاريخ، للقدرة المدمرة الهائلة للسان البشري، وكان نبي الله سليمان عليه السلام، هو أحد أنبياء الإسلام وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة سبأ وص والنمل وسورة البقرة والأنعام وسورة الأنبياء مع اختلافات في جوانب القصة العبرية وتأكيد للحكمة والثراء.

والملك الذي لم يؤت أحد مثله، ونبى الله سليمان عليه السلام تعلم منطق الطير والحيوانات والحشرات وله جن وعفاريت مسخرين لخدمته وطاعته، وقد أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكا على بني إسرائيل فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين، وبنيامين بن يعقوب، وهو الابن الثاني عشر ليعقوب، واسم والدته راحيل بنت لابان، وهى التي أنجبت النبي يوسف علية السلام ومن ثم بنيامين وهو الشقيق الأوحد ليوسف عليه السلام ومنه السبط الثاني عشر من أسباط بني إسرائيل، حيث كان ليعقوب ولقبه إسرائيل، اثنا عشر ولدا ذكرا وابنة واحدة هي دينا، وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بني إسرائيل، وجاءت الإشارة إليه في سورة يوسف في القرآن الكريم، بأنه الأخ الذي وضع نبي الله يوسف عليه السلام الصواع في رحله حتى يبقيه عنده.