أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

خط نجدة خصوصي

خط نجدة خصوصي
بقلم / فوزية الباز

تحيطنا الحياة من أول لحظة لنا فيها بتجارب غاية في الروعة والتميُّز.
فلكل فرد فينا تحديات خاضها بمفرده، وكانت دليلاً على قوته وتميزه وصحته البدنية والذهنية والنفسية.

فرغم أننا جميعًا لا نتذكر أول تحدٍّ لنا في الحياة والذي تَمثَّل في أول بكاء عقب الولادة مباشرة، إلا أن الجميع شهد ذلك مع اختلاف أشكاله، هل كان بكاء أم صريخًا، عاليًا أم خافتًا، متصلًا، متقطعًا، وتوقيتاته، ما ترتب عليه من نتائج غاية في الأهمية والخطورة.

فلولا أول بكاء ما تمتعنا بصحة جسدية وعقلية سليمة!!، هذه لحظة لم ندركها ولكننا أدركناها بقية عمرنا وكانت خط نجدة خاص جداً فاصل بين الصحة والمرض.
ومن ينسى تحدي أول خطوة خطاها بمفرده، هكذا وقف كل صغير واستقام بعموده الفقري رافعًا رأسه دون أن يستند على أي وسيط، ونجح كل صغير في أولى خطواته وتعلَّم من وقتها السعي، فتلك لحظة سجلها الآباء بشغف لتحتفظ بها الذاكرة ونجاح تحدي آخر في الحياة كخط نجدة خاص جدًّا.

ولا شك أن أول ملعقة دواء مُرٍّ كان تحديًا خاصًّا، وأول حقنة كانت تحديًا خضناه بشجاعة أورثت الكثيرين أفضلية تقبُّل الحقن عن تناول جرعات الأدوية خشية تقلبات المعدة وهو في ذاته تحدٍّ كبير يعيشه الرضيع والصغير والكبير والذكر والأنثى.

وهكذا هي تحديات الحياة لم تفرق بين الأعمار والأجناس والأوطان والثقافات،
الكل يمُرُّ بنفس التحدي،،
غير أن لكل فرد اختبار التحدي بصمته الخاصة ونتيجة شديدة الخصوصية.
وهو لسان حالنا شعوبًا وقبائل لنتعارف لا لنتنافر ونتحاور لا نتناحر

وهو المنطق القويم في أن نتحرر من نتائج تجارب مَن سبق باستكمالها بتجاربنا واستخلاص نتائجنا نحن.
لا أن نهدم تجارب من سبق بالبداية من البداية وكأنهم لم يسبقوا وكأننا لم نأتي بعدهم.
فلكي نصنع تجربتنا الخاصة ونبني خطوط نجدتنا الذاتية، علينا أن ندرك أننا امتدادًا لمن سبقونا ولسنا نسخًا متكررة لهم وهذا حالنا لمَن يأتي بعدنا، تلك سنة الحياة أجيالًا ممتدة في بحر الحياة المتلاطم نصنع أمواجًا تبدو متشابهة لكنها في عمق الحياة وتحدياتها تجارب شديدة الخصوصية صنعت لنفسها خط نجدة خصوصي!

خط نجدة خصوصي