أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

التجربة الشخصية وخط النجدة 

التجربة الشخصية وخط النجدة 

بقلم / فوزية الباز 

 

لا شك أن لكل فرد تجربة ذاتية في الحياة قادته حينا للنجاح، وأحياناً للإخفاق الجزئي، أو الفشل الكامل في علاقة ما سواء كانت عائلية أو اجتماعية أو عملية.

 

وتتجلي نتائج تلك التجارب الذاتية عند إبداء النصح للآخرين، فتكون بمثابة مرآة مستوية (لا محدبة ولا مقعرة)، هي فقط مرآة مستوية تعكس بمصداقية روح الشخصية الناصحة و تلقي بظلالها على النصيحة النهائية والتصرف المنشود لمن طلب النصيحة.

 

لذلك من الحكمة أن تقدم النصح المجرد من هفوات ذاتك، إذا كانت تجربتك سيئة في موضوع ما مطلوب منك النصح فيه.

 

وحري بك كناصح أن تتجرد من ذاتك عند إبداء النصح للآخرين، فلا ذنب لمن يراك متجملاً في علاقاتك حد الكذب أن يعيش تجملك في نصيحتك المضللة له، وإذا كانت تجربتك رائعة ليس معناها أن مرور غيرك بنفس الموقف سيخضعه لتجربة رائعة.

 

فلكل تجربة ذاتية سواء كانت ناجحة أو فاشلة ملابسات عديدة، وسياق مختلف، وأسباب مختلفة ونتائج تخضع لكل شخص حتى في الأسرة الواحدة ليس كل الأبناء متطابقين في شخصياتهم ولا تصرفاتهم ولا ردود أفعالهم على نفس الموقف رغم أنهم نتاج أب وأم واحد ، مهما كانت المساحة المشتركة كبيرة بين الناصح وطالب النصيحة.

 

لذلك يجب أن نتحرر بلا خجل من إبداء النصح، إذا كنا غير أهل للنصيحة، ونصارح انفسنا بأننا غير أهل لتقديم النصيحة أفضل من إغراق من يحتاج للنصيحة في وحل أو وهم تجربتنا الشخصية.

 

أو نخلع ثوب تجربتنا ونرتكز بحكمة المنطق والعقل وننصت لصوت الحق والعقل ونتحرى الصدق في النصيحة، فمن سأل النصيحة تعشم فينا صدق النصيحة، وهو كالغريق الذي تعلق بقشة تنقذه في خضم البحر الجارف للغرق والهلاك، لكنه رأى فينا الخط الفاصل بين النجاة والغرق رآنا خط النجدة له، فلنكن للملهوف خط النجدة الحقيقي الذي تمناه لينعم بالنجاة.

التجربة الشخصية وخط النجدة